تسعى المدارس الجديدة في التقويم التربوي لإشـراك كافـة العناصر التعليمية في عملية التقويم بقصد إجادتها وتحقيق أهدافها للوصول إلى مخرجات عالية الجودة، كما تقول الحكمة الصينية “أخبرني أنسى ، أرني أتذكر أشـركني أتعلم” ، وتعتمد على التقنيات الحديثـة في عمليـة التقـويـم ، وقـد أسهمت في إحداث تغيرات نوعية بالعملية التعليمية في كافة جوانبها.
ومن هذه المدارس:
مرجعية المحك وطريقة العالم (بلوم) واستراتيجية كيلر والتقويم البديل والتقويم العاملي للقدرات العقلية.
فالاختبارات مرجعية المحك أول من وضعها هو العالم (سكيرفن) وطورها العالم (بلوم) بقصد تطوير المناهج ويقوم هذا التقويم على مقارنة مستوى التلاميذ بناءً على محكات معينة لا بمقارنة أدائهم ببعض وتتميز بأنها تُشخص الضعف والصعوبات وانخفاض مستوى التحصيل بقصد المعالجة للوصول إلى الاتقان كما أنها تجعل من التعليم خبرة موصلة للإتقان وليستخبرة موصلة للنجاح فحسب.
أما طريقة العالم بلوم فأساسها التقويم التكويني القائم على رفع التلاميذ إلى مستوى الاتقان وتحقيق التغذية الراجعة الفورية والسير مع المقصرين ليلحقوا بزملائهم.
ومن مبادئها أنها تقسم المقرر إلى وحدات صغيرة وتضعمدة زمنية لتنفيذها وتحدد الأهداف لكل وحدة كما أنها تحدد المستوى المطلوب للإتقان بنسبة مئوية وتعمل على وضع اختبارات قصيرة بعد كل جزئية كما تعمل على وضع اختبار تجميعي لكافة المتطلبات السابقة وتستخدام طرق العلاج المناسبة لنواحي القصور من خلال الإشراف الفردي للمعلم والتدريس ضمن مجموعات صغيرة واستخدام كتاب آخر أكثر وضوحاً والتركيز على الوسائل السمعية البصرية.
أما استراتيجية كـيلـر تقوم على التعليم الذاتي للوصول إلى الإتقان وهو قيام المتعلم بنفسه بعملية التعلم مع وجود التوجيه ولها فوائد منها أنها تصقل الشخصية وتقلل النفقات ، كما أنها تساعد على التزود بالمهارات كالمقدرة على مواجهة المشكلات والعمل على حلها وهي سهلة لأنها لا تختص ببيئة تعليمية معينة وتقدم تغذية راجعة وتحفظ للمعلم دوره التوجيهي.
أما التقويم البديل فهو تقويم كيفي لمستوى أداء المتعلمين بإشراكهم بشكل فاعل لإنجاز النشاطات المختلفة باستغلال معارفهم السابقة والعلوم المعاصرة ، ويشمل كافة أنـواع التقويـم لكن بأسلوب يقوم على إبراز مقدرة المتعلم وكفاءته بإحداث استجابات نتاجيه وهو ذو فوائــد منها أنه يبرز مهارات المتعلم ، ويجعل المتعلم قادراً على توظيف المهارات عملياً ، ويُكسب المتعلم مهارات القدرة على حل المشكلات.
كما أن من أنواع التقويم البديل التقويم العاملي للقدرات العقلية وقد أوجده العالم (ديفز) في أواسط القرن العشرين وقد قام بتحليل العوامل المؤثرة بفهم مادة المطالعة والنصوص وحصرها في القدرة على تحديد الهدف والقدرة على معرفة المعاني والقدرة على تتبع ترتيب القطعة والقدرة على استنتاج الفكرة الرئيسة لكل فقرة والقدرة على معرفة غريب المفردات والقدرة على معرفة الانفعالات ، ثمّ جاء العالم (اريستوي) وقسمها إلى العوامل اللفظية والعددية والتذكرية والإدراكية والمعاني والمفردات والاستنتاجية.
المشاهدات : 7866
التعليقات: 0