في ظل التقدم المعرفي الذي نعيش فيه تأتي أساليب التدريس الحديثة والتي تعتبر المتعلم هو المحور الأساسي الذي ترتكز عليه العملية التعليمية , وما يسمى التعلم النشط هو طريقة مبتكرة من طرق التعليم تعتمد أساساً على تنيشط المتعلم وجعله مشاركاً بفعالية وتحفزه على اتخاذ القرارات والقيام بالإجراءات اللازمة للتغيير والتطوير والتقويم.
ويمكن تعريف التعليم النشط بأنه فلسفة تربوية تعتمد على ايجابية المتعلم فى الموقف التعليمى ، وتشمل جميع الممارسات التربوية والإجراءات التدريسية التى تهدف الى تفعيل دور المتعلم واعتباره ؛ وهو بذلك يتميز بعدة خصائص؛ منها أن المتعلمون يشتركون في العملية التعليمية بصورة فعالة تتعدى كونهم متلقين سلبيين , كما يتميز أيضاً بأنه يعتمد على تركيز أقل في نقل المعلومات وإيصالها للمتعلمين في حين يزداد التركيز على تطوير مهارات المتعلمين الأساسية والمتقدمة وتنميتها , ولا يخفى أيضاً ما للتعليم النشط من تشجيع للطلبة على استخدام مصادر رئيسة وأولية ومتعددة ,وليس هذا فحسب بل إنه يعمل على تفعيل لدور المتعلمين في مهارات وإستراتيجيات التفكير العليا مثل التحليل ، والتركيب ، والتقييم وحل المشكلات, إضافة إلى دوره في خلق جو تعليمي فعال ومناسب ، داخل غرفة الصف ، ويتيح له العديد من الوسائل والأساليب التي يستخدمها في عمليتي التعليم والتعلم.
وبالرغم من تلك المميزات التي لا تخفى على أحد والتي يتميز بها التعليم النشط إلا أن هناك بعض المعوقات والتي يمكن حصرها في الأسباب التالية:
- فهم المعلم لطبيعة عمله وأدواره ، وعدم الارتياح والقلق الناتج عن التغيير المطلوب وقلة الحوافز المطلوبة للتغيير.
- ضيق وقت الحصص ، وكثرة عدد الحصص التي يكلف بها المعلم أسبوعياً.
- تستغرق وقتاً طويلاً في التخطيط والتحضير.
- من المحتمل أن تكون هناك صعوبة في تطبيق التعلم النشط في الفصول ذات الأعداد الكبيرة.
- قلة المواد والأجهزة ومصادر التعلم المطلوبة لتطبيق هذا النوع من التعلم.
- خوف المعلمين من تجريب أي جديد.
- الخوف من عدم مشاركة المتعلمين وعدم استخدامهم مهارات التفكير العليا.
- الخوف من فقد السيطرة على المتعلمين.
- الخوف من نقد الآخرين لكسر المألوف في التعليم.
- عدم ملاءمة البيئة الصفية لاستخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط.
- كثرة المسئوليات الإدارية التي يكلف بها المعلم.
وهذه المعوقات تتطلب منا أن نؤمن بالفكر الجديد ، وأن نعطي لأنفسنا الفرصة لتطبيقه ، ودراسة نتائج هذا التطبيق ، خاصة وأن نتائج الدراسات التي طبقت التعلم النشط أثبتت فعاليته ، لذا ينبغي مراعاة هذه المعوقات عند التخطيط ، حيث يتم التخطيط في ضوء الوقت والزمن المتاح ، والإمكانيات وعدد الطلاب، كما يتم اختيار استراتيجيات التعلم النشط التي تتناسب مع بيئة التعلم في جميع المراحل الدراسية.