اتجهت أغلب الأنظمة والمؤسسات التعليمية إلى تقسيم السنة الدراسية لثلاثة فصول دراسية أو ما يعرف بنظام الثلت التعليمي (trimester) عوضا عن نظام الفصلين الدراسين (semesters) أو نظام الاربع فصول دراسية أو ما يسمى بنظام الأرباع التعليمي(quarters).
وفي الحقيقة أنه لا يوجد هناك أي عيوب تناولتها الدراسات والأبحاث في النظام المعمول به حاليا في مدارسنا (نظام الفصلين) أو نظام الأرباع التعليمي، وإنما هناك حراك تربوي لمتطلبات التطوير التعليمي في السنوات القادمة ، وذلك لتحقيق الاستقرار اللازم في المجتمع المدرسي، ولدى العاملين في الميدان التربوي، الذين تعدهم جميع الأنظمة التعليمية هم المحرك الأساس لكل عمليات التحديث والتطوير المنشودة.
يقوم نظام الثلث التعليمي في الأنظمة التعليمية التي تطبق هذا النوع من التعليم على ثلاثة ركائز أساسية:
أولاً: تحتوي السنة الدراسية على ثلاثة فصول دراسية كل فصل دراسي يحتوي على قرابة 12 أسبوعاً.
ثانيا: يقوم هذا النظام على تخفيض عدد المواد الدراسية وكذلك أوقات التعليم الفعلية.
وأخيراً: يركز أكثر على المواد الدراسية الاساسية التي تحتاج لتدريسها إلى ثلاثة فصول دراسية كاملة كالرياضيات والعلوم ومهارات القراءة والكتابة. بينما هناك مواد دراسية يمكن تدريسها في فصلين دراسين أو فصل دراسي في السنة الدراسية.
يتميز هذا النوع من التعليم بعدة مميزات أبرزها:
1- الموازنة بين عمليات التدريس وعمليات التقويم فمن الملاحظ في نظام الفصلين الدراسين هو أن عمليات التدريس أكثر من عمليات التقويم بينما في نظام الأرباع التعليمي تكون عمليات التقويم أكثر من عمليات التدريس.
2- التركيز في عملية التعلم فالطالب في كل فصل دراسي لديه خمس أو ست مواد دراسية فقط، فيبذل الطالب وقت أكثر لكل مادة دراسية وتكون دراسته أكثر تعمقاً.
3- المرونة في عمليات التعليم فبإمكان الطالب يدرس المواد الدراسية الغير الاساسية التي تلبي ميوله وتشبع رغباته التعليمية ويترك عدا ذلك.
4- يساعد هذا النوع من النظام التعليمي في رفع معدلات الطلاب وتحسين التحصيل الدراسي وإتقان أداؤهم في الاختبارات المحلية والدولية وذلك بسبب التركيز على العلوم الأساسية في التعليم ودراسة الطالب للمواد الدراسية المناسبة لرغباته.
ولكن في الجهة المقابلة هناك تحديات في تطبيق هذا النظام التعليمي:
أولها: التحدي المتمثل في التغيير من النظام الحالي (مقاومة التغيير).
ثانياً: يتطلب وقتا أكثر لإعداد الجداول الدراسية التي تتناسب مع المعلمين وتستوعب جميع رغبات الطلاب.
ثالثاً: يتطلب تطوير مستمر في بناء المناهج فبعض المواد الدراسية تحتاج الى إضافة مواضيع وبعضها تحتاج الى تقليص.
إن اعتماد نظام ثلاثة فصول دراسية، وسيسمح بتوفير مساحة مناسبة للتعلم تتوافق مع أنظمة التعليم الدولية، وإيجاد مساحة لراحة الطلبة بين الفصول الدراسية مما سيؤثر ايجاباً في تحصيلهم العلمي مع المحافظة على أيام التعلم في العام الدراسي بما يتوافق مع المعايير العالمية في حدود 180 يوماً دراسياً، وكذلك المحافظة على الوزن النسبي لأيام التعلم بين الفصول الدراسية الثلاثة، والاستفادة من بعض فترات الإجازة لتوفير برامج التنمية المهنية للكوادر الإدارية والتدريسية.
وختاماً، تحرص قيادتنا الرشيدة على تحقيق الأهداف العامة للتطوير التعليم ويهمها مصلحة أبنائهم الطلاب وجميع العاملين في الميدان التعليمي وتدرك وزارة التعليم بأن كل تغيير تصاحبه مناقشات هنا وتساؤلات هناك، وستأخذ في الحسبان بأن مثل هذا التعديل سيتطلب جهداً كبيراً من قبل جميع إدارات ومراكز الوزارة وخاصة مركز المناهج لترتيب وتنفيذ المناهج للثلاثة فصول، بالإضافة إلى التعديلات على مضمون كافة المناهج، والدور المهم الذي تقوم عليه إدارة الابتعاث والإيفاد لاستمرار تأهيل المعلمين علميا في المواد الدراسية الأساسية وستأخذ الوزارة بعين الاعتبار، ضرورة توفير برامج التنمية المهنية والآليات والإجراءات التي تتكفل بنجاح الأنظمة والبرامج التطويرية المهمة.